/ الفَائِدَةُ : (72) /

24/03/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / اِسْتِعْمَالَات (الكيف) و (الأَيْنَ) في بيانات الوحي / إِنَّ لعنوان: (الكيف) و(الأَيْنَ) الواردين في بيانات الوحي اِسْتِعْمَالين : أَحدهما: يُطلقان ويُراد بهما سنخ ونمط وجودي غنيّ بالذَّات، وليسا هما عارضين أَو حادثين، وهذا النَّحو يثبت للذَّات الإِلٰهيَّة الأَزَليَّة المُقدَّسة، وإِليه أَشارت بيانات الوحي منها : 1ـ بيـان تقريـر أَمير المؤمنين (صلوات اللّٰـه عليه) لسؤال الـجاثليق: «... قال: فأَخبرني عن اللّٰـه عَزَّ وَجَلَّ أَيْنَ هو؟ قال عليه السلام : هو ها هنا، وها هنا، وها هنا ...» (1). 2ـ بيان الإِمام الصَّادق (صلوات اللّٰـه عليه): «سبحان مَنْ لَا يَعْلَم كيف هُوَ إِلَّا هُوَ ...» (2). فيُراد من الأَيْن والكيف في هذين البيانين الوحيانيِّين وما شاكلهما: مُطلق الحقيقة والواقعيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة. ثانيهما: يُطلقان ويُراد بهما الحقيقة والواقعيَّة الحادثة والعارضة ـ كـ: غضب المخلوق وحزنه وفرحه ـ، وهذا النَّحو منفيّ بالضَّرورة الوحيانيَّة والعقليَّة عن الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزَليَّة المُقدَّسة. وإِليه أَشارت بيانات الوحي، منها : بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «... إِنَّ الخالق... كيَّفَ الكيف فلا يُقال له: كيف، وأَيَّن الأَيْنَ، فلا يُقال له: أَين ...» (3) . وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 30: 71. (2) بحار الأنوار، 3: 301/ح35. (3) بحار الأَنوار، 3: 303 ـ 304/ح40